الجمعة، 16 نوفمبر 2012

المنابر ليست للسياسة

ذهبت الي المسجد في الثورة بالقرب من المنزل الذي اسكنه و كنت قد تغيبت لفترة من الزمن  و عند دخولي حرم المسجد وجدت انه قد تم تجديد الفرش باخر جميل و له حلاوة كل جديد  و لكن لم يكن هذا حدث غير اعتيادي بل كان هناك امر اخر لقد تم تجديد قبلة المسجد كليا يعني ان سبب الفرش الجديد ان به مسارات قاموا عن طريق وضعها بشكل مائل بشكل واضح جدا ليعلم المصلين ان هذه هي القبلة الجديدة و انهم كانو يصلون طوال العشرين سنة الماضية في اتجاة غير اتجاه القبلة و الحمد لله تم استدراك الامر مؤخرا
قد يبدوا الامر عاديا و هو كذلك في ظل ظروف مختلفة
بالرجوع الي اصل الموضوع نجد ان مسالة القبلة هي مسالة دينة بحتة يعني اقدر الناس على تحديدها هم اما رجال الدين او المتخصصين في الجغرافيا و الهندسة و غيرهم و هؤلاء عادة ما يستعينون باجهزة حديثة لتحديد الاتجاهات و لكن في حالة مسجدنا هذا يبدو ان لا رجل دين و لا مهندس قد فكر في امر القبلة
لنتوسع في الحديث بشكل اكبر و ناتي الي صلاة الجمعة و خطبة الجمعة و المنابر و ما اتوره واجبا و ما لا يجب  و قد جاءتنا احاديث عديدة عن صلاة الجمعة ووجوب الخشوع و الانصات للخطبة
قال الترمذي في سننه
حدثنا هناد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فدنا واستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا"


من هنا نجد اهمية صلاة و خطبة الجمعة و ضرورة الانصات لها من اجل الظفر ببركة و حسنات هذا اليوم العظيم و تاتياهمية خطبة الجمعة كونها تعلم الناس دينهم  وقد يكون اليوم الوحيد في الاسبوع  الذي ياتي الناس و يجلسوا خاشعين لتعلم و التفكر في امور دينهم اما مشاغل الحياة الاخرى كلها فهم داخلها طوال ايام الاسبوع 

و لذلك كان لا بد للائمة من الابتعاد في خطبهم يوم الجمعة عن المسائل السياسية و غيها من مسائل الاجتهاد الدنيوي و التي تقبل الخلاف و التي من المفترض ان ليس كل من يسمعها الان مقتنع بها و راض عنها فيذهب عنه الخشوع و يشرد ذهنة ويفقد الانصات  فالامام الذي يتخذ من منبر الجمة مكان للحديث عن السياسية مع او ضد هو شخص انتهازي استقل قدسية المكان و الحدث و البسها لنفسة و هو يعلم انه لن يجد من يعترض على كلامة و من يعارضة في افكارة و لو حدث ان فعل شخص هذا لنال سخص الجالسين و لاعتبرخروج عن الدين و لذلك لا يجب ان تستغل المنابر لعرض الافكار و طرح الرؤى الخاصة  و الاولى لها ان تكون منابر لتعليم اصول الدين طريقة الصلاة الصحيحة العبادات السيرة  و حتى هذه الامور و ان اختلف عليها بعض الناس و يعض الملل و الطوائف نجد ان الاختلاف ليس في الاصول و انما في بعض الشكليات امامسائل السياسة و الاقتصاد و التنظير فلها منابرها الخاصة  التي تقبل الراي و الراي الاخر التي لا تلبس ثوب قدسية الدين  و لا تحتمي بتوصية نبينا الكريم بان ننصت 
ان المنابر ليست مكا لحل النزاعات و الخصومات  ان المنابر يجب ان تتوحد على كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله و ان لا نصبح جزر منعزلة و طوائف و ملل الاصل في علاقاتها العداء 
و ها هي قبلة يتم تعديل اتجاهها بعد اكثر من 20 عاما لم يدرك فية امام هذا المسجد ان هناك خطا و لكنه كان يضيع وقته ووقت المصلين في الخطب السياسية و الهجوم على فرنسا التي ترفض النقاب و الهجوم على الطب الذي استحدث الخلايا الجزعية فكيف يستوي هذا الامر الاساس الذي قمت من اجلة به اعوجاج و ترغب في تغيير العالم و السياسة و العلم و كيف تم اكتشاف مثل هذه الحقيقة بعد اكثر من عشرين سنة و كيف لنا ان نثق بهذا الاتجاه الجديد قبلة لنا و من الذي سيتحمل وزر صلوات مئات الالاف من البشر و انا على علم بان ربنا سبحانة و تعال لا يحاسبنا بما لا نعلم و لكن من امسؤول و لماذ هو لا يعلم و لماذا بنيت مساجد بقلة صحية و اخرى بنيت مثل الصالات لا اعتبار لاتجاهها 
كل ذلك هو شان المساجد و شان المنابر اذا نظرتم الان لصلاة الناس ستجدون بها اخطاء و في طهارتهم اخطاء و في صيامهم اخطاء و فهمنا للذكاة و فهم من يطبقها علينا به اخطاء و الحج به كوارث و اخطاء من سيعلم الناس دينهم و انتم مشغولون بالسياسة و فرنسا و اوباما و امور الحكم لماذا لا تدعو كل في شانه لماذا لا تكتفوا بدوركم الذي ارتضيتموه لانفسكم كرجال دين و من شاء الحدث في السياسة و امور غيرها فليدعوا الي محاضرة ياتي اليها من يشاء و يدعها من يشاء دون ان يكون علية ماخذ يعترض معكم و يناقشكم و يذهب ان لم يعجبه الوضع برمته اما ان تستغلوا الانصات و الخشوع و خوف الناس من ربهم للحديث عن السياسة و تصفية الحسابات الدينية فهو امر مرفوض و ليس من حقكم 
و في الختام اقول المنابر وجدت لتعلم الناس امور دينهم و تحببهم فيه و للسياسة منابرها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

الحقوق

محتوى المدونة يتمتع بحقوق كتابها و لا يحق النقل او اعادة النشر الا باذن من ادارة المدونة على الايميل الاتي

اتصل بنا