الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

مصر الي اين



سؤال كبير كثر طرحة في الاونة الاخيرة الا و هو الي اين تمضي مصر الي اين تسير قافلة التاريخ ذات ال سبعة الف عام
 الحديث عن مصر يطول و لا ينتهي تماما كالسياحة و التجوال في احياءها و ازقتها و حواريها و التعرف على اعظم تاريخ ورثته البشرية عن هذه البقعة الصغيرة في الارض الضاربة بجزورها الي ما لا نهاية 
و من يكتب عن مصر لا يعرف من اين يبدا و الي اين سينتهي فكلها قصة و كلها رواية و كلها تاريخ و حضارة و هي بوابة العرب و الدليل الي ما يعيشة العرب فيكفيك ان تتعرف الي مصر كي تعرف كل ما يدور في المنطقة .
كل حدث في مصر هو حدث عالمي مهما صغر و قل شانه حتى فلو حدث شجار بين عم عبدو البقال و الس فتحية بتاعت الخضار تجدنا نهتم و نسعى لتقصي الحقيقة .
بعد ثورة 25 يناير التي اطاحت  بالرئيس السابق محمد حسني مبارك  حدث تغيير كبير في الخارطة المصرية سياسيا و اجتماعيا و دينيا و ثقافيا و نفسيا و حدث ان تمت اعادة نشكيل للمجتمع المصري سواء بقصد او دون قصد و لعل ابرزسمات التغير جاءت بصعود التيارات الدينة على صهوة الجواد المصري و اصبحت ذات تاثير بارز في المجتمع  تمثلت هذه التيارات في جماعة الاخوان المسلمين و الجماعات السلفية بكل تعدداتها و تسمايتها 
و بالحديث عن جماعة الاخوان المسلمين اجد انني اتحدث عن جماعة دينية تمارس العمل السياسي  و يغلب عليها الطابع السياسي على الديني و هذا لا ينقص من دينها شيئ و لكن القصد انها جماعة سياسية لها المقدرة على التعامل مع مؤسسات الدولة المدنية الحديثة  و لها القدرة على التاقلم و التكيف و مراعاة مصلحتها الخاصة اولا ثم المصلحة العامة بعد ذلك و بالتالي فهذه الجماعة لا تسعى لاحداث التغيرات الجزرية في المجتمع  اعتمادا على منطلقات دينية بل انها تتحرك وفقا لايدلوجية مصلحة الجماعة و قد تتخبط و تخطئ سياسيا و تقديريا و ذلك لان هذه الجماعة ليست ذات خبرة بالعمل السياسي بهذا الشكل الواضح و الذي يتطلب قدرا من الوضوح و الشفاية ومرجع ذلك الي انها جماعات مارست العمل السياسي السري لعشرات السنين و تحت الضغوط السياسية و التهديدات الامنية بالاعتقال و المصادرة و القتل  و لذلك نما عندها حس امني عالي الي درجة الشك و الارتياب في كل من هم ليسوا معهم و كان دافعها في تلك الفترات العصيبة هو الدين فهو المحرك و المحفز في فترات الشدة و ما يلبث ان يتحول الي مجرد شعارات بعد الصعود الي منصات الحكم اذن هي جماعات اسلامية تجيد العمل السري 
و لعل تاثير هذه الجماعة على المشهد المصري سينعكس سياسيا على علاقات مصر الخارجية بالعالم من حولها و اجتماعية في اتاحة الفرصة للجماعات الدينة الاخرى لان تجد موطئ قدم لها و لا اظن ان الاخوان المسلمين سيسعون الي تغير خريطة المجتمع المصري  باقصاء الطوائف و الاديان الاخرى كالاقباط  او بفرض مظهر محدد للمجتمع من ناحية اللبس و التعاملات و العبادات و لكن ربما بل و ان اجزم ان جل اهتمام الاخوان الان سوف ينصب في ايجاد طرق للسيطرة على الحكم بشكل مستمر و ذلك اما من خلال صندوق الانتخابات القادمة في حال شعروا بانهم قادرون على الظفر بفترة رئاسية  جديدة  او من خلال التزوير او العنف و هو مبرر عندهم يكفي ان يفنعوا انفسهم بانهم المسلمون و غيرهم كفار و هناك تجارب عديدة و لكن العمل الان سيكون السيطرة الاقتصادية و السيطرة على النقابات او حلها و تهميشها والسيطرة على اتحادات الطلبة او حلها و تهميشها و هي فترات ستشهد عنف طلابي دامي لا قدر الله ذلك 

الجماعات السلفية
و هي الخطر الداهم و الشر المتربص و هي نهاية المشهد السياسي المصري اذا تمكن هؤلاء من ايجاد اي ارضية يقفون عليها .فالجماعات السلفية هي في الاساس جماعات انانية تبني حياتها و معتقداتها عى فلسفة اقصاء الغير و تجريمه و تكفيره ثم قتله كل من يختلف معهم مخطئ و ضال كل من يناقشهم يحمل اجندة او اسرائيلي و يدعو للفتنة و الفتنة اشد من القتل لذا يجب قتله يمارسون الوصايا المطلقة و هم يحددون لك ما يجب و ما لا يجب و يسعون الي تنفيذ معتقداتهم حتى لو باعلان الجهاد على المجتمع  فهدفه الوحبد هو الجنة و الابتعاد عن النار و هو هدف سامي في شكله العام و لكن هم يرسمون طريقا واحدا لذلك و هالك في الدنيا و الاخرة كل من يخالفهم فهم لم يتعبوا انفسهم كثيرا كل ما يريدون فعله هو استيراد تاريخ عمرة الاف السنين و اسقاطة و تطبيقة على واقع اليوم ذو الطابع سريع التغير عدوهم الاكبر هو المراة فهي في نظرهم الشيطان يمشي على قدمين و هي تحتاج الي وصاية مستمرة و حجر مزمن جاءت الي الدنيا فقط لتنجبنا و تتنحى جانبا و لا باس من الاستمتاع بها كجارية فعليها دائما السمع و الطاعة و الا غضب منها الرب و لعنتها الملائكة و ضربها بعلها
ليس لديهم منطق و ليس لديهم مصالح يكفرون حتى الجماعات الاسلامية الاخرى و يصفون الجماعات الصوفية التي تنتشر في عالمنا العربي بالمشركين و هذا ينبئ بصراع دموي وشيك .
و هم خريجو المدرسة الافغانية و شيوخهم اسامة بن لادن و الظواهري و الملا عمر الحرام عندهم هو الاساس و الحلال استثناء و هؤلا هم من سيغيرون الخريطة المصرية و العربية فهم لا يؤمنون بالديمقراطية و يعتبرونها دين كفر و معنى ذلك انهم متى ما حكموا مصر بدية سيهدمون الشرعية الدستورية و سيلغون الديمغراطية و سيرغمون المسيحيين الي دفع الجزية صاغرين كما انهم سيهدمون اثار مصر و الحضارة الانسانية ما ظهر منها و ما بطن و سيفقرون مصر و يكسبونها عداوة العالم و سيصدرون الارهاب لكل الدول المجاورة بل و كل العالم و ستخدل مصر في حروب ضد الارهاب كما دخلت افغانستان من قبل انهم جماعات رجعية و متخلفة  يسحبون المجتمع غصبا الي الوراء يدمرون كل مظاهر الحداثة بدا من التعليم و الصحة و الاقتصاد زاعمين ان لهم برنامجا اقتصاديا سياسيا اسلاميا يعتمد على امير المؤمنيين و بيت مال المسلمين  

نسال الله ان تمر مصر من هذا النفق الضيق و قد اختاروه بانفسهم و ربما لعدم خبرتهم بالديمقراطية شانهم شان كل الشعوب العربية فمن يستبدل الجلاد بجلاد اسوا منه و من ستبدل السجن و الاعتقال سياسيا بالاقصاء والقتل و التكفير و من سيتبدل الاستيلاء على المال العام  و الفساد السرقة تحت مظلة الدين و من يستبدل الظالم بالمظلوم صاحب الثار الذي لا يعرف اين ثارة و من هو ظالمة 
نسال الله ان يحفظ مصر 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

الحقوق

محتوى المدونة يتمتع بحقوق كتابها و لا يحق النقل او اعادة النشر الا باذن من ادارة المدونة على الايميل الاتي

اتصل بنا