الخميس، 22 نوفمبر 2012

مثل الانسان




مثل الانسان كرجل نجا من خوف فيل هائج الي بثر فتدلى فيها و تعلق بغصنين كانا على سمائها فوقت رجلها على شيئ في طي البئر فاذا حيات اربع قد اخرجن رؤوسهن من اجحارهن فنظر في قعر البئر تنين فاتح فاه ليقع فيه فياخذه فرفع بصره الي الغصنين فاذا في اصلهما جرذان اسود و ابيض و هما يقرضان الغصنين لا يفتران فبينما هو في النظر لنفسه و الاهتمام لامره وقع بصره على كوارة فيها عسل نحل قريبةمنه فذاق العسل فشغلته حلاوته
و الهتة لذتة عن الفكر في شيئ من امره ... و ان يلتمس الخلاص لنفسة . و لم يذكر ان رجليه على حيات اربع لا يدري متى يقع عليهن . و لم يذكر ان الجرذين دائبان على قطع الغصنين و متى انقطعا وقع على التنين فلم يزال لاهيا غافلا مشغولا في تلك الحلاوة حتى سقط في فم التنين هلك
فشبهت بالبئر الدنيا المملوءة افات و شرور و مخافات وعاهات و شبهت بالحيات الاربعة الاخلاط الاربعة التي في البدن فانها متى هاجت واحدة كانت كحمى الافاعي و السم المميت
و شبهت بالغصنين الاجل الذي لا بد من انقطاعة و شبهت بالجرذين الابيض و الاسود الليل و النهار الذين هما دائبان في افناء الاجل و شبهت بالتنين المصير الذي لابد منه و شبهت بالعسل هذه الحلاوة القليلة التي ينال منها الانسان فيطعم و يسمع و يشم و يبصر و يلمس و يتشاغل عن امره و يلهو عن شانه و يصد عن سبيل قصده
فحينئذ صاري امري الي الرضا بحالي و اصلاح ما استطعت اصلاحة من عملي لعلي اصادف باقي ايامي زمانا اصيب فيه دليلا على هداي و سلطانا على نفس و قواما لامري فاقمت على هذا الحال
*************************كليلة و دمنة**
******* برزوية المتطبب ***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

الحقوق

محتوى المدونة يتمتع بحقوق كتابها و لا يحق النقل او اعادة النشر الا باذن من ادارة المدونة على الايميل الاتي

اتصل بنا